المغرب يخلد الذكرى 56 لاسترجاع سيدي إفني: محطة مضيئة في مسار استكمال الوحدة الترابية

يُخلد الشعب المغربي، وفي طليعته أسرة المقاومة وجيش التحرير، يوم الإثنين 30 يونيو، الذكرى 56 لاسترجاع مدينة سيدي إفني من الاستعمار الإسباني سنة 1969، باعتبارها محطة بارزة في مسار استكمال الاستقلال الوطني وترسيخ الوحدة الترابية للمملكة. فقد تمكن المغرب، بعد مقاومة بطولية ومعارك ضارية خاضتها قبائل آيت باعمران، من تحقيق هذا المكسب الوطني، الذي توج سنوات من النضال الشعبي ضد الوجود الأجنبي.

وتأتي هذه الذكرى لتُبرز الأدوار المحورية التي اضطلعت بها مدينة سيدي إفني وقبائلها المجاهدة في معركة التحرير، من خلال إسهامها في مدّ المقاومة وجيش التحرير بالسلاح والرجال، ومشاركتها في معارك مصيرية مثل “تبلكوكت” و”بيزري” و”معركة سيدي إفني”، التي أرغمت القوات الإسبانية على التحصن داخل المدينة قبل أن تُجبر على التفاوض والخروج منها في 30 يونيو 1969. كما ساهمت هذه الربوع في انطلاقة جيش التحرير بالأقاليم الجنوبية سنة 1956، تجسيدا للتلاحم الوطني بقيادة العرش العلوي المجيد.

وتواصلت بعد هذا الحدث مسيرات البناء واستكمال الوحدة الترابية من خلال تنظيم المسيرة الخضراء سنة 1975، التي شكلت نموذجا حضاريا فريدا في التحرير السلمي، وتكللت باسترجاع باقي الأقاليم الجنوبية ورفع العلم الوطني فوق العيون يوم 28 فبراير 1976، إيذانا بانتهاء عهد الاحتلال الإسباني للصحراء المغربية. وفي عهد جلالة الملك محمد السادس، يشهد الجنوب المغربي نهضة تنموية شاملة في إطار الجهوية المتقدمة، وترسيخ دولة المؤسسات، وتعزيز إشعاعه كجسر اقتصادي نحو إفريقيا.

وبهذه المناسبة الوطنية الخالدة، تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مهرجانات خطابية ولقاءات تواصلية وتكريمات لرجالات المقاومة، إضافة إلى توزيع إعانات اجتماعية، وذلك في 105 فضاءات للذاكرة التاريخية عبر ربوع المملكة.

تعاليق (0)
اضافة تعليق