خطر التطرف داخل البوليساريو ومنطقة الساحل : تهديد عابر للحدود

تشير تقارير استخباراتية أوروبية إلى تنامي خطر الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، لكن الأخطر من ذلك هو انخراط عناصر من جبهة البوليساريو، تحديدًا من مخيمات تندوف في الجزائر، في تنظيمات متطرفة مثل “داعش – ولاية غرب إفريقيا”. هذه العناصر لا تشكل فقط تهديدًا لدول الجوار، بل تحمل القدرة على ضرب العمق الأوروبي، نظرًا لخبرتها الجغرافية واللغوية والاجتماعية، وارتباطها بشبكات التهريب والتمويل غير المشروع في المنطقة.

المفارقة أن بعض هؤلاء المتطرفين الصحراويين سبق أن شاركوا في برامج إنسانية مثل “عطلة في سلام”، التي مكّنتهم من الإقامة المؤقتة مع عائلات إسبانية خلال طفولتهم. هذه التجربة أكسبتهم إتقان اللغة الإسبانية ومعرفة دقيقة بالمجتمع الأوروبي، ما يضعهم في موقع خطير كعناصر يمكنها تنفيذ هجمات أو تجنيد متطرفين في أوروبا دون إثارة الشكوك. امتزاج الخبرة القتالية بالتجربة الثقافية الأوروبية يجعل من هؤلاء جيلًا جديدًا من الإرهابيين ذوي الكفاءة العالية.

الجزائر ومخيمات تندوف: من الدعم السياسي إلى الخطر الأمني
التحوّل الخطير الذي يشهده جزء من عناصر البوليساريو يعيد تسليط الضوء على الدور الجزائري في احتضان هذه المخيمات لعقود، دون رقابة كافية أو آليات لمكافحة التطرف. إن تركيز الجزائر على البعد السياسي للنزاع في الصحراء الغربية جعلها تتغاضى عن بوادر تشدد ديني وعسكري داخل المخيمات. واليوم، باتت تلك المخيمات تمثل تهديدًا مباشرًا ليس فقط للمغرب، بل أيضًا لإسبانيا وفرنسا، بل وأوروبا بأكملها، ما يستدعي مقاربة جديدة تتجاوز البعد الإنساني لتشمل التحديات الأمنية المتفاقمة.

حل قضية الصحراء المغربية مفتاح للاستقرار الإقليمي
في ظل هذا المشهد المعقّد، يتضح أن استمرار نزاع الصحراء الغربية يغذي بيئات اليأس والتطرف، ويُوظف سياسياً من قبل أطراف تغضّ الطرف عن التهديدات الإرهابية الصاعدة. لذلك، فإن الحل المغربي القائم على مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يظل الخيار الواقعي والعملي الوحيد لإنهاء هذا النزاع المزمن وقطع الطريق على الجماعات المتطرفة التي تستغل الوضع الراهن. كما أنه يمثل درعًا حقيقيًا ضد تفشي الإرهاب العابر للحدود.

المصدر: La Vanguardia، تقرير نُشر حول تصاعد التهديدات الإرهابية في الساحل والارتباط بعناصر متطرفة من مخيمات تندوف.

تعاليق (0)
اضافة تعليق