كما كان دائما شاهداً على الانعطافات الثقافية والفنية الهامّة للمملكة، احتضن المسرح الوطني محمد الخامس بالعاصمة الرباط احتفالات “إيض ينّاير”، التي نُعتت بـ”التاريخية” لكون الدولة المغربية، من خلال وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحتفل لأول مرّة رسميّا برأس السّنة الأمازيغية (2974)، تكريساً للقرار الملكي الذي أعلن هذه المناسبة عطلةً رسمية مؤدى عنها.
محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، قال إن “الاحتفال بهذا العيد الوطني يأتي وفقا للعناية الملكية والتعليمات التي خص بها الملك المسألة الأمازيغية”، مشيرا إلى أن “هذه الاحتفالات تهم جميع جهات المملكة وليست منحصرة فقط في الرباط، والهدف منها هو التعريف بالثقافة الأمازيغية الوطنية، وتثمين دورها المهم كجزء حيوي من الهوية المغربية التي نسميها “تمغربيت”، فالأمازيغية هي في حياتنا، فالكل أمازيغ في المغرب”.
وقامت الفرق الأمازيغية بالصعود إلى المنصّة واحدة تلو الأخرى، فيما كانت ألوان الفرح تملأ القاعة بالصراخ، وهو ما علق عليه محيي الدين حجاج، منسق “جبهة العمل الأمازيغي”، قائلا إن “المغاربة يحتفلون لأول مرة رسميّا بالسنة الأمازيغية، وهذا ما يبرزه بوضوح هذا الحفل الآن”، مشيراً إلى أن “هذه السنة تعد فارقة في مسار تطور القضية الأمازيغية، الذي بدأ مع خطاب أجدير التاريخي سنة 2001، والذي لحقته مجموعة من القرارات الملكية التي كانت تصبّ في صالح الأمازيغية”. وتابع قائلا: “بلادنا ماضية بسرعة كبرى بالمقارنة مع بلدان أخرى ما زالت الأمازيغية متعثرة فيها”.