تقرير أممي يرصد تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيمات تندوف واستمرار التوتر بالمنطقة

كشف تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الموجه إلى مجلس الأمن، عن تدهور مقلق في الوضع الإنساني داخل مخيمات تندوف، حيث أظهرت نتائج مسح أجري في ماي الماضي ارتفاع معدلات سوء التغذية والتقزم لدى الأطفال إلى مستويات غير مسبوقة بلغت 13.6% و30.7% على التوالي. كما أشار التقرير إلى استمرار انتشار فقر الدم بنسبة تتجاوز 40%، لتصل إلى أكثر من 68% في صفوف النساء و65% لدى الأطفال دون الخامسة، ما يعكس هشاشة الأوضاع المعيشية في واحدة من أطول حالات النزوح في العالم.

وعلى الصعيد الميداني، أورد التقرير أن الجيش المغربي أبلغ بعثة المينورسو عن 142 حادثة إطلاق نار قرب الجدار الرملي بين فاتح شتنبر 2024 و31 غشت الماضي، تركز نصفها تقريبًا في منطقة المحبس. كما أكد أن جبهة البوليساريو لا تزال تقيّد تحركات دوريات المينورسو، إذ اقتصرت أنشطتها على مسارات محددة في “تيفاريتي” و”ميجيك”، ومنعت الرحلات الجوية الاستطلاعية شرق الجدار منذ نونبر 2020. في المقابل، ذكرت الوثيقة أن المغرب طهّر نحو 129 مليون متر مربع من الألغام والذخائر، في خطوة تعكس التزامه بالأمن الميداني.

ودعا غوتيريش إلى إنهاء حالة الجمود السياسي واستعادة وقف إطلاق النار الكامل، مشددًا على ضرورة حماية عناصر البعثة الأممية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. كما أعرب عن أسفه لاستمرار التوتر بين المغرب والجزائر، محذرًا من أن تدهور الأوضاع الإنسانية يهدد بمزيد من الانفلات الإقليمي.

وفي سياق الحل السياسي، يبرز مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية سنة 2007 كخيار واقعي ومتوافق مع الشرعية الدولية، إذ يحظى بدعم متزايد من قوى إقليمية ودولية تعتبره إطارًا جديًا لإنهاء النزاع وضمان كرامة واستقرار سكان الصحراء في ظل السيادة المغربية. هذا الطرح يعكس رؤية متقدمة للحكم المحلي والتنمية المستدامة في الأقاليم الجنوبية.

Leave a comment
Verified by MonsterInsights