مشاركة “الأساتذة” بعملية الإحصاء العام للسكان والسكنى تثير الجدل
تسود حالة من الجدل والنقاش في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن المشاركة الواسعة لنساء ورجال التعليم في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى المزمع إجراؤه في شهر شتنبر 2024. هذا التوقيت يتزامن مع الدخول المدرسي، مما يثير مخاوف من أن يؤثر هذا التزامن سلباً على التحصيل الدراسي للتلاميذ.
في هذا السياق، وجه رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عزيز غالي، انتقادات لاذعة لأساتذة التعليم الذين اختاروا المشاركة في الإحصاء، معتبراً أنهم “عطاشة” سرقوا فرص عمل مؤقتة من الطلبة والمعطلين. وفي تدوينات على حسابه في موقع “فيسبوك”، أكد غالي أن مكان رجل التعليم في بداية شتنبر يجب أن يكون داخل الفصل الدراسي من أجل المصلحة الفضلى للتلاميذ ومن أجل الحفاظ على صورة المدرسة العمومية، مشيراً إلى أن مشاركة الأساتذة في الإحصاء تتناقض مع هذه المصلحة.
وجاء في تدوينة أخرى عبارة قال فيها غالي: “قبل، كنا نقول هذا تعليم طبقي أولاد الشعب فالزناقي، الآن مع الإحصاء سنقول أولاد الشعب فالزناقي العطاشة في الإحصائي”، وفق تعبيره.
أثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة بين الأساتذة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقد تساءل أحد الأساتذة قائلاً: “لماذا يتم التركيز فقط على فئة التعليم في حين أن نسبة الموظفين بشكل عام حول عدد المشاركين في عملية الإحصاء تصل إلى 42% هذا السؤال يعكس انزعاجاً من الشعور بالتمييز ضد فئة التعليم.
من جهة أخرى، رفض الصادق الرغيوي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، التعليق على تدوينات غالي، مبرزاً رفض النقابة للخوض في هذا النقاش الذي يعتبره “سطحياً وعقيماً”. كما أكد على ضرورة الوقوف ضد أي هجوم على رجال ونساء التعليم.
وفي سياق آخر، صرح المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي علمي من قبل على أهمية تكوين المنظومة البشرية في نجاح الإحصاء العام. وأشار إلى أن المندوبية السامية للتخطيط قد استقبلت حوالي 500 ألف طلب ترشيح، من بينها تم اختيار 55 ألف مرشح بعد مراحل متعددة من الانتقاء، تم استدعاؤهم لمتابعة التكوين اللازم لضمان نجاح العملية الإحصائية.